بسم الله الرحمن الرحيم
و بـه نستعين , و الحمدلله و الصـلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد – صلى الله عليه و سلم – عليه أفضل الصـلاة و أتـم التسليــم ..
أنا لو كان لي قلبان لعشتُ في واحدٍ
و تركت الآخر في هواكَ يعذبوا
و لكن لي قلبٍ واحدٍ تملكة الهواء
لا العيش يحلوا لهـو
و لا الموت يصفى لهو
كـ عصفورٍ صغيرٍ بيدي طفلٍِ يأن بها
تذوق صيـاح الموت و الطفل يلعبو
فـ لا الطفل ذو عقلٍ يحن لحالها
و لا الطـير ذو ريشٍ يقدر أن يطيرو
أحببت أسطورةً حتى جـن جنوني
و أرادت الأقدار منه يحرمونــي
أموت و يدفنوني
يأخذوني و يعذبوني
و لكـن بشرطٍ
أن تـكون آخر من تنظر له عيوني
أن يكون آخر من تغمض له عيوني
و لأول مرة في حيـاتي أفتح صفحة مدونة جديدة لأكتب ما لدي من وصف و كـلام و يخوني الكلام و اللسان ..
و لأول مرة في حياتي أشعر أننـي لا أستطيع أن أعبــر , و عندما سألت نفسي لماذا لا أستطيع ؟ , و قررت أن أجل كتابتي إلى الغد لعلي اليوم متعب و مرهق و ما شابه ذلك , يأتي الغد و انا بنفس التعجب و الاستعجاب و لا استطيع أن أعبـر حينها , عرفت لماذا لم أستطع ! فالسبب ببساطة يا سـادة يا كـرام أنني كنت أتصـور بأني سأستطيع ان أعبر و أتحدث و أتكلم عن مدى حـزني لأعتـزال الاسطورة مالديني .
فإذا بي أعرف أن نفسي وصلت لـ ذورة الجنـون لتخيلها أنها ستسطيع التحدث عن مالديني و فراق , فسأكتفي ببضع شخبطات و شخابيط أقولها في هذا الأسطورة , فـ من المعيب ان يعتزل من أجبرني و أرغمني على حب الكرة دون أن أكتب عنه .
فما بين الظهور الأول و الظهور الأخير فصول رواية بطولية للاعب أبى إلا أن يكون بطلاً و اسم خالداً في اسم الكرة ، و فوق هذا و ذاك هو الأغلى ابن الغالي و أب الغالي , قرر الاعتزال و ياليتة ما قرر , خسارة على كرة القدم ان تفقد لاعب ليس كـ مثل أي لاعب , و اسطورة ليس كـ مثل أي اسطورة , خسارة فادحة ليست على ميلان فحسب و لا الكالتشيو الإيطالي و لا الكرة الاوروبية خسارة عالمية , خسارة ثقلها على قلبي كـ ثقل التجار لـ خسارتهم في الأزمة الاقتصادية الماضية .
Madine في سطـور مختصرة ..
في 20 يناير 1985 لعب باولو مالديني أولى مبارياته لنادي إيه سي ميلان ,وكان عمره لا يتجاوز الـ 17 عاما ( 16 سنة و 6 أشهر و 25 يوما )، و كانت ضد نادي إودينيزي ، و انتهت المباراة بالتعادل 1-1 ، و منذ تلك المباراة سطع نجمه ، و استطاع أن يفرض نفس على الساحة الإيطالية المعروفة بإنجاب أفضل المدافعين في العالم. و يعد باولو مالديني أكثر اللاعبين الإيطاليين مشاركة مع منتخب إيطاليا لكرة القدم ، حيث لعب 126 مباراة دولية و سجل فيها 7 أهداف ، حيث خاض المباراة الدولية الأولى و له و ام يتجاوز بعد العشرين عاما ( 19 سنة 9 أشهر و 5 أيام ) ، و لسوء الحظ لم يستطع أن يفوز بأي بطولة مع المنتخب ، حيث حل في المركز الثاني في كأس العالم 1994 خلف منتخب البرازيل لكرة القدم ، و حل في المركز الثاني في كأس أوروبا 2000 خلف منتخب فرنسا لكرة القدم.
و بعد أن يعتزل باولو مالديني ، سيخلد رقمه (رقم 3) و لن يعطى لأي لاعب ، إلا لإبنه كريستيان مالديني ، و هو ثاني لاعب يخلد رقمه في إيه سي ميلان بعد فرانكو باريزي. وهو يعتبر أحد أعمدة كرة القدم في العالم وأعتزاله خسارة كبيرة جداً لـ الميلان وليس لـ الميلان فـحـسـب بل لـ كـرة القـدم العـالمية .
بروفايل The legend
الاسم : باولو تشيزاري مالديني
تاريخ الولادة : 26/يونيو/1968
مكان الولادة : ميلانو
الطول : 186 سم .
المركز : مدافع
الألقاب التي حققها مع نادية [ Ac Milan ]
الدوري الإيطالي لـ سبع مرات .
كأس إيطاليا مرة واحدة .
كأس السوبر الأوروبي خمس مرات .
دوري أبطال أوروبا خمس مرات .
كأس السوبر الإيطالي خمس مرات
كأس العالم للأندية مرة واحدة
كأس إنتركونتيننتال مرتين
أي الـ total العـام لـ مالديني وحدة هو23 بطولة و الاسطورة من يطولة !! , والله لوحدة يقارن بأندية عملاقة في عالم كرة القدم .
هذا كلة غير الحصول على الوصافة في كذا بطولة و على سبيل الحصر :-
حل مع نادية [ Ac Milan ]
الدوري الإيطالي مرتين .
كأس إيطاليا مرتين .
دوري أبطال اوروبا ثلاث مرات .
كأس السوبر الأوروبي مرة واحدة .
كأس السوبر الإيطالي ثلاث مرات .
كأس العالم للأندية ثلاث مرات .
الألقاب التي حققها مع المنتخب الإيطالي [ Italy ]
لم يحقق شئ كـ بطولات و لكن كـ وصافة و مركز ثالث كان له نصيب من ذلك
حل في المركز الثالث لكأس العالم 1990
حل الوصيف في كأس العالم 1994
حل في المركز الثالث في أمم أوروبا 1996
حل الوصيف في أمم أوروبا 2000
و كم كنت أتمنى لو شارك في مونديال 2006
جوائزة الفردية " سجل يا تاريخ و دون يا قلم "
أفضل لاعب أوروبي لتحت 21 سنة : 1989
كان ضمن التشكيلة المثالية لـ كأس العالم 1994
أفضل لاعب فى العالم من مجلة world soccer عام 1994
كان ضمن التشكيلة المثالية لـ كأس الأمم الأوروبية في عامي 1996 , 2000
أفضل لاعب في نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في 2002 ., 2003
مدافع العام في الدوري الإيطالي 2003 و 2004
من المختارين في قائمة أفضل 125 لاعب كرة قدم حي .
تشكيلة العام للإتحاد الأوروبي 2003 , 2005
تشكيلة العام للفيفا 2005
أفضل مدافع في دوري أبطال اوروبا 2007
هذا كله غير أنه أكثر من مثل المنتخب الإيطالي بـ 126 مباراة دولية , و انه كان كابتن المنتخب الإيطالي قبل فابيو كنافارو .
لطالما كان مالديني قدوة حسنة لـ جميع لاعبي كرة القدم في الأخلاق و الحكمة و هدوء الأعصاب العطاء الكامل داخل الملعب , و أما في خارجة فهـو مثال يحتذى به في الإلتزام بالتدريبات و التمارين و البعد كلياً عن أماكن المسائل الأخلاقية , فـ كل هذة المدة التي كان فيها مالديني امام أعين المتابعين لم أجد من يتهمة بـ شئ بل على العكس الجميع يشيد به , و لنا وقفة مع نقطة أسميتها " قـالوا عن الإسطورة "
" قـالوا عن الإسطورة "
و سأكتفي بـ ما قالوه الأساطير
" الاسطورة الارجنتينية دييجو أرماندو ماردونا "
" من لا يعرف مالديني لا يعرف كرة القدم "
" الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان "
" عندما أكون فى مواجهته فى الملعب أتمنى أن ألعب ناحية اليسار و ليس اليمين حتى لا أواجهه "
" الأوكراني أندريه شيفيشنكو "
" من أكثر الذين تعلمت منهم في ميلان ، إنه لاعب كبير وشخص رائع .. مثال لجميع لاعبي الكرة في العالم من حيث فنياته وأخلاقه وانضباطه , طبعا هو أحسن مدافع في العالم ,مالديني لاتراوغه ولا تسجل ضده حتى في التدريبات , ومن غير المعقول ألا يحصل مالديني أبداً على الكرة الذهبية في حياته " .
" الإسباني راؤول غونزاليس "
" يوم اعتزال مالديني سيكون خسارة كبيرة للجميع "
" أروع تصريح قرأتة عيناي لـ باولو "
" الاحساس والحماس لازالا كما هما لاول يوم العبه مع الميلان لم يتغير ذلك ابدا ...
لا زلت للآن اول من يصل للتمارين ولا زلت اقدم فيها كل ما املك .."
هذا السـر في استمرارية باولو على نفس العطاء و إلى هذا العمر .
[ نهاية مؤلمة للإسطورة ]
إن الطريقة التي ترك فيها مالديني الملاعب لتؤلمني لأنة لم يتركها متوج لا لإسكديتو و لا حتى لكأس و لا لكأس اتحاد اوروبي على الأقل .
والله يجازي من كان السبب في ذلك , و رغم ذلك سيتركنا مالديني و هو شاخص الرأس , صيتة يسبق حضورة في اعتزالة و سجلة لم يعد فيه مكان للإضافة , بل وجد فيه ما ينسى و يهمل و لو طرحناه لغيرة لعززه و صانة .
" جماهير ميلان تعد و تترقب لعيون باولو "
Tre solo per te
الثلاثة فقط لك , و ذلك تنوية عن الرقم ثلاثة المخلد لمالديني .
الجميع على أهبة الاستعداد للقاء ميلان – روما و المقرر ان تكون آخر مباراة للاسطورة , ستتم كتابة اسم maldini 3 على جميع القمصان .
[ My story with Maldini ]
[ قصتـي مـ ع مالدينـي ]
فـ الطفولة و بعد أن رجعت من السفر , لعبت الكورة مع ربعي و ابناء عمي , و كانوا كلهم أكبر مني بالعمر و انا وقتها تقريباً في السابعة من عمري , لعبت مدافع حتى أحصل فرصة و ألمس الكرة , فمستحيل اني أحصلها لو كنت مهاجم , و رب رمية من غير رامي قطعت الكرة , و كنت ألبس فلينة مالديني بدون علم مني , على أثر هذة القطعة حصلت كـم مدحة من اللي أكبر مني و كانت من بين المدحات ( ok يا مالديني ) , كانت الكلمة غريبة علي , و فكرت فيها كثير و سألت عن هالكلمة بعد اللعب , فخبروني انه لاعب في المنتخب الإيطالي و نادي ميلان , فقررت أن أشوفة و شفتة , و من يومها أعلنت أنـي ميلانيستي إيطالي بحــت و لم أعرف الميلان إلا بـ مالديني فـ كيف لي أن أستمر مع من عشقت بدون وجود سبب العشق !!
و فوق هذا ما اكتفى مالديني و انه جبرني على عشق ميلان و إيطاليا , بل أمتدى أثرى على دورينا الدوري الإماراتي , وقتها في سن الطفولة يكفي اني اتابع ميلان و إيطاليا و يالله يالله اتابع المباراة كاملة , بس كان يعجبني لاعب أسـمر في ميلان ( جورج ويا ) هذا اللاعب كنت معجب فيه من وراء ميلان و مالديني , و كانت ايام عزة , و بعد كذا موسم اختفى فيه جورج ويا بالنسبة لي , اشوفة ظهر في نادي في مدينتي , و اسم النادي الجزيرة , وقتها لا اعرف نادي الجزيرة و لا حتى أعرف ان عندنا دوري , يدوب اتابع كورة في سن التاسعة او العاشرة من عمري , و من يومها أعلنت أنـي جـزراوي بحـت , و لو نعود لسبب توريطي في عالم الجنون عالم المجنونة الكورة , لعرفنا ان السبب هو مالديني , و صدق من قال , لجل عين تكرم مدينة .
آخر ما استطيع ان أقولة ..
لا تشغل القلب في قــومٍ تودعهم .. فإن لفظ وداعٍ إن قلبتة عـادو
و لي أمل انك ستعود في يومٍ ما للملاعب يا مالديني كـ مدرب او إداري , المهم تظل بصمتك موجودة في عالم كرة القدم .
و ترحل ... صــرختي في وادٍ لا صدى صوت يوصل .. و لا أنيــن
في الختـام , للأسف لم أستطع بأن أعبـر بكل أحاسيسي تجاه مالديني , يخوني التعبير مرة و احاول ألف مرة , ولكن صدق من قال , أحياناً يكون الصمت و الترقب أبلـغ من الكـلام .
و دمتم في طاعة الله
( منقول)
